خبير: سيناء من أضخم محطات تصدير الأسماك المتميزة.. والأسواق الأوروبية متعطشة لأسماك البردويل

الدكتور صلاح صقر:

سيناء من أضخم محطات تصدير الأسماك المتميزة.. والبيئة المائية بها نقية من التلوث ما يضمن إنتاجا متميزا

توفير عشرة آلاف فرصة عمل في مجال الاستزراع السمكي كمرحلة أولى بالمحافظة ما يحد من الهجرة الداخلية

اليابان تطلب إعادة تصدير أسماك سيناء.. وأسواق أوروبا متعطشة لأسماك بحيرة البردويل

تمتلك شمال سيناء العديد من المسطحات مائية، ما يؤهلها لأن تدخل مجال الإنتاج السمكي وتوفير ما لا يقل عن عشرة آلاف فرصة عمل، بالإضافة إلى ما يمكن إنتاجه على المياه المستخدمة لري 400 ألف فدان على مياه ترعة الشيخ جابر "ترعة السلام" بقيمة تسويقية تتعدى 3 مليارات جنيه. 

ولا تحتاج الطاقات المعطلة لتنمية سيناء وعرض الفرص سوى قرار إداري وتسهيلات إجرائية إذا ما أمكن إذابتها. 

وكان لابد من سماع وجهة النظر الفنية لفرص الاستزراع السمكي في شمال سيناء، ولهذا حاور "صدى البلد" الدكتور صلاح صقر، أستاذ الاستزراع السمكي بكلية العلوم البيئية الزراعية جامعة قناة السويس، وإلى نص الحوار.. 

ما فرص شمال سيناء الآمنة في مجال الاستزراع السمكي؟

شمال سيناء تمتلك المقومات التي تؤهلها للمنافسة في مجال الاستزراع السمكي على مستوى الجمهورية والشرق الأوسط، في إنتاج نوعية متميزة من الأسماك يمكن توفيرها طازجة وبأسعار مناسبة خالية من التلوث سواء على البحر والبحيرات أو مياه الآبار، بواقع فدان لكل مزرعة صالحة لإنتاج أسماك ذات نوعية متميزة.

ومما يضيف القيمة الكبرى لهذه المزارع، أن البيئة المائية المستخدمة نقية تماما وخالية من أى شكل من أشكال التلوث، ما يؤهلها لإنتاج أسماك ذات قيمة تصديرية عالية، حيث كانت أسواق أوروبا تستقبل أسماك البردويل فى نفس يوم الصيد أثناء الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، ولم تنس أسواق أوروبا نكهة وسلامة ونقاء أسماك بحيرة البردويل بعد مرور كل هذا الزمن.

وتلقت محافظة شمال سيناء رسالة من إحدى الشركات اليابانية تهيب بالمحافظة إعادة التصدير إلى الأسواق الخارجية لأسباب وصفتها بأن أسواق أوروبا مازالت متعطشة إلى أسماك بحيرة البردويل.

بشكل أكثر تحديدا.. ماذا يعنى ذلك اقتصاديا واجتماعيا؟

يحقق الإنتاج السمكي فى شمال سيناء أكثر من عشرة آلاف فرصة عمل مباشرة مؤكدة، وأكثر من خمسة آلاف فرصة عمل ملازمة لبداية الإنتاج السمكي فى مراحله الأولى تتضاعف خلال عامين تاليين بنسب متوالية هندسية تغير الواقع الاقتصادي لأهالى شمال سيناء.

ويحقق العمل على البحر والبحيرة إنتاج ما يزيد على 100 ألف طن من البحر والآبار بعائد فعلى لا يقل عن 500 مليون جنيه كل عام، وترفع قيمة الإنتاج السمكى فى المحافظة من 5 آلاف طن إلى 400 ألف طن فى العام بقيمة تسويقية تصل إلى أربعة مليارات جنيه كل عام، بالإضافة إلى ضخ عشرة مليارات جنيه استثمارات نتيجة نشاط الاستزراع السمكى والأنشطة المرتبطة به، وتوفير أكثر من 50 ألف فرصة عمل لأبناء سيناء تؤدى إلى تقليل الهجرة العكسية فى المحافظة. 

طبقا لخبرتك العلمية والميدانية.. ما المطلوب لتحقيق ذلك؟

مطلوب حل مشكلات وضع اليد وتدخل المجتمع المدنى والقيادات التنفيذية بالمحافظه لإتاحة هذه المساحات للشباب والجمعيات الأهلية وتيسير الحصول على الموافقات المتعددة من هيئة حماية الشواطئ والثروة السمكية والبيئة وهيئة عمليات القوات المسلحة للمناطق المستهدف العمل بها على ساحل البحر أو البحيرة.

لكن بالنسبة للاستزراع على مياه آبار المزارع النباتية كمزارع الخضار ومزارع الفاكهة فقط، مطلوب تقنيين للإشراف الفنى على التشغيل والإنتاج، ونحن كخبراء وأكاديميين جاهزون للعمل من الآن وتحت تصرف الشباب إيمانا منا بأنه إذا صلح الشباب صلحت الأمة. 

إذا كان الأمر بهذه الجدية والأهمية هل تمت محاولات عملية للاستزراع السمكى بشمال سيناء؟

تمت العديد من التجارب الناجحة فى أكثر من موقع والنتائج مبشرة والنوعية المنتجة من الأسماك ممتازة وذات قيمة غذائية وتسويقية عالية، وقد وصل الإنتاج من هذه المواقع لهذا الموسم إلى 14 طن أسماك، ومن المتوقع تضاعف هذه الكمية فى العام المقبل إن شاء الله، وتوجد الآن مواقع عدة تحت التنفيذ تتحمل تكلفتها الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية بمنطقة المطار كنموذج للاستزراع على آبار الزراعة ومنطقة أم شيحان بوسط سيناء. 

ما أهم أنواع الأسماك التى يمكن استزراعها فى شمال سيناء؟

ملوحة المياه تحدد نوع الأسماك، ويمكن تربية أسماك البلطى والبورى والطوبارة والدنيس والقاروص وسمكة موسى والجمبري وأسماك اللوت. 

هل هناك مناطق محددة من وجهة النظر الفنية تصلح لإقامة هذه النوعية من المشروعات؟ 

هناك لجنة مشكلة بتكليف من المحافظ لتحديد أماكن الاستزراع الصالحة وحصرها، وقريبا سيكون هناك دليل للاستثمار فى مشروعات الإنتاج السمكي، وكان لابد من استطلاع رأى الجهة التنفيذية المشرفة على نوعية هذه المشروعات، فقد حدد المهندس محمد درويش البيك، مدير عام إدارة الثروة السمكية بشمال سيناء - أثناء استطلاع المحافظ للمشروعات التنموية بالمحافظة - جهات الاختصاص بالموافقة على هذه المشروعات على البحر والبحيرة، وهى كما سبق هيئة الثروة السمكية، البيئة، الهيئة المصرية لحماية الشواطئ وهيئة عمليات القوات المسلحة.

صدي البلد